کد مطلب:306574 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:173

فدک والشهود


اجل: الزمت فاطمة الخلیفة الحجة بحقها الموروث من أبیها فی أرض فدك.. التی (أمر اللَّه جبرائیل أن یخطها بجناحیه لنبیه، بعدما اشتكت حبیبته الزهراء العلیة والحاجة من بعده، فصدّق بها علی فقال: هی صدقة علیك، فقبضتها بضعة المصطفی والفرحة تعلو محیاها).

و قد استبشرت.. و فی اخیلتها صور للجیاع والمحرومین والیتامی، فهی تستطیع ان تسد ولو جزءاً من حاجیاتهم، و تقوی شوكة المسلمین علی كل الكفار.. و هی سجیتها.

.. ففاضت شفتا الرسول بابتسامة عذبة، و هو یُشهد أُم أیمن و علی والحسنین


(علی حد الروایة) [1] بأنهم قد شهدوا لزهرائه فی حقها من فدك.

و بعد ارتحال النبی صلی اللَّه علیه و آله و سلم أتت فاطمة بأُم أیمن، و وصی رسول اللَّه علی و ولدیها الحسنین لیشهدوا عند الخلیفة.

.. و لا اُرید سیدتی أن أكمل ما قد آلی علیك بعد ما رُدت شهادة هؤلاء [2] ، رغم الحجج الدامغة التی حاججته بها من تأویل القرآن الكریم.

فما رأت شیئاً من خلیفة المسلمین.. إلّا الصمت.

عند ذلك تركت المجلس.. و قد غام بصرها بفیض الدموع.. فعطفت علی قبر أبیها.. عل زیارته والشكوی إلیه تریح جزءاً من حزنها و لوعتها.

.. فجلست بجنب القبر الساطعة منه الأنوار.. و رمت بنفسها علی ثراه الطاهر، و هی تكلمه شاكیة له ما فعل القوم بها.. و تبكی بمرارة، و تئن و تزفر زفیراً متداركاً كأنها تنفص افلاذ كبدها.. حتی نال منها الجهد فهوت علی القبر ثانیة كهوی الجذع الساقط بلا حراك.. غیر انفاس تعلوا بصدرها حتی ابتل تراب القبر بدموعها.. فرفعت رأسها و قالت:


قد كان بعدك انباءٌ و هنبثة

لو كنت شاهدها لم تكثر الخطبُ


انا فقدناك فقد الارض و ابلها

واختل قومك فاشهدهم فقد نكبوا





أبدت رجال لنا فحوی صدورهم

لما فقدت وكل الارث قد غصبوا


تجهمتنا رجال واستخف بنا

جهراً و قد ادركونا بالذی طلبوا


سیعلم المتولی ظلم خاصتنا

یوم القیامة عنا كیف ینقلب [3] .



[1] هذا ما ذكره الشيخ القمي في بيت الأحزان.

[2] و هذا من العجب ان ابابكر يرد شهادة هؤلاء جميعاً، و يقبل بشهادة رجل من المسلمين في قضية مشابهة لهذه! عن جابر بن عبداللَّه رضي اللَّه عنه قال لما مات النبي صلي اللَّه عليه و آله و سلم جاء أبابكر مآل من قبل العلاء بن الحضرمي فقال ابوبكر «من كان له علي النبي صلي اللَّه عليه و آله و سلم دين او كانت له قبلهُ عدة فليأتنا» قال جابر: في رواية اُخري.. فقمت فقلت ان النبي صلي اللَّه عليه و آله و سلم قال: «لو جاءنا مال البحرين اعطيتك هكذا و هكذا و هكذا» فحثي أبوبكر مرة، ثم قال لي: عدّها فعددتها فاذا هي خمسمائة فقال: خذ مثليها» فلماذا لم يطلب ابوبكر من جابر شاهدين و يطلب من فاطمة. رواها صحيح مسلم: كتاب الفضائل، باب ما سئل رسول اللَّه صلي اللَّه عليه و آله و سلم شيئاً قط فقال لا و كثرة عطائه.

[3] مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 209. ذُكر هذا الشعر «جزءاً منه» في كتاب تذكرة الخواطر لابن الجوزي ص 306. كما ذكره في بيت الاحزان للشيخ القمي.